ما هي الآثار الحقيقية للتجارة العالمية؟ ولماذا يتزايد الحديث عن سلبياتها فقط؟

اعتمدت حملة المرشح الرئاسي الأمريكي "دونالد ترامب" في كثير من الأحيان على الإشارة للمدن الصناعية المعطلة، وأصبحت مناطق مثل مونيسين في بنسلفانيا وهيكوري في نيويورك ينظر إليها على أنها عنصر أساسي في صعود نجمه.

كما تعد سلبيات العولمة أحد أبرز العناصر المساهمة في صعود "ترامب"، وأظهرت دراسة اقتصادية تحت عنوان "المفاجأة الصينية" أن نمو الواردات الصينية في الفترة ما بين عام 1999 و2011 أفقد أمريكا 2.4 مليون وظيفة.

وبحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز"، فإن أثر الواردات الصينية كان أكبر بكثير مما افترض معظم الاقتصاديين، كما أن الرقم 2.4 مليون قد تزايد في ظل المناقشات حول التجارة العالمية.

تساؤلات حول منافع التجارة.......

 يشير الاقتصاديون دوماً إلى السلع الاستهلاكية الرخيصة والوظائف التي تضيفها التجارة لاقتصاد الولايات المتحدة، لكنهم غير قادرين على الإفصاح عن عدد الوظائف التي تضاف في آسيا.

- تتزايد التساؤلات، لماذا لا يوجود فهم متعمق للمكاسب التي تتحقق في البلدان الأخرى؟ وما هي أنواع الوظائف التي يتم إضافتها لهذه الاقتصادات؟ وما عددها؟ وإلى أي مدى ستتغير حياة هذه الأمم؟

- بين الأصدقاء والتغطية الإخبارية ترفض جميع الافتراضات الميل إلى أن يكون الفائز في لعبة التجارة نفس النخب والتي عادة ما تحقق الاستفادة من كل شيء، وهناك أسباب عدة وراء الاهتمام بمساوئ التجارة عن مكاسبها.

- تقدم التجارة حالة كلاسيكية من التكاليف المركزة والمنافع المختلفة، ينتفع الكثيرون من انخفاض الأسعار وزيادة الوظائف التي توفرها التجارة، إلا أن هناك عددا أقل يتأثر بفقدان شديد في فرص التوظيف لديه.

- هناك سبب أقل وضوحاً للتركيز على المساوئ هو أن الاقتصاديين لم يقوموا بعمل جيد من أجل تقليل عيوب التجارة.

التجارة ترفع الفقر
- وجد أحد الباحثين عقب اتفاق تخفيض الولايات المتحدة للرسوم على السلع الفيتنامية، أن أسعار الملابس وبعض الإكسسوارات الواردة من هذا البلد ارتفعت بنسبة 277%، بينما انخفض الفقر في فيتنام إلى 19.5% من 28.9%.

- الباحث لا يدعي أن التغير في الاقتصاد الفيتنامي جاء بفضل الصادرات إلى الولايات المتحدة، لكنه تقديراته تشير إلى أن 250 ألف وظيفة تم توفيرها في قطاع التصنيع القائم على التصدير خلال عامين من الاتفاق.

- بجانب الوظائف التي خلقتها التجارة يكون هناك نتائج مضاعفة، فكل مصنع جديد يخلق حوله وظائف عديدة غير التي يوفرها بداخله، وبشكل عام كلما كان تخصص البلد أكبر في التصدير كلما انخفض الفقر أسرع.

- في المناطق الأكثر ميلاً للتصنيع مثل تيان جيانع في فيتنام، انخفض معدل الفقر بمقدار الضعف خلال الفترة من عام 2002 إلى 2004 مقارنة بمعدلات الانخفاض في المناطق الريفية الشمالية.

المعاملات ليست دوماً عادلة

قال خبراء اقتصاد في جامعة جرونينجن بهولندا، إن الطلب الخارجي على السلع الصينية ربما أسهم في خلق ما يقرب من 70 مليون وظيفة في الصين بعد 5 سنوات من انضمامها لمنظمة التجارة العالمية.

- وصفت الطفرة في الصادرات الصينية من قبل المحللين بالعامل الأكثر أهمية في تحقيق التنمية للصين خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأصبح المستهلك الأجنبي داعماً لرفع الأجور الصينية أكثر من نظيره المحلي.

- النمو الإجمالي خلال الفترة التي وصفتها دراسة "المفاجأة الصينية" ساعد على رفع 350 مليون صيني فوق مستوى الفقر (1.9 دولار يومياً)، ورغم ذلك فإن تحرير التجارة دوما ليس نعمة للبلدان الأكثر فقراً.

- خلال حقبة سابقة من الاتفاقيات التجارية الأمريكية، كثيراً ما وافقت البلدان على خفض الرسوم الجمركية على صناعاتها الخاصة مثل النسيج في البرازيل والهند، وهو ما انتهى إلى إيذاء العاملين في هذه الصناعات.

- لا شك أن هناك سبلاً لتهدئة المشقة على جميع الأطراف، لكن التجارة تستدعي المقايضة، وإذا كانت هناك رغبة لمعرفة ما إذا كانت تستحق، فلا يجب إلقاء النظر على جانب واحد من المعاملات.

#سيريان_توب_للوساطة_المالية